إعداد: الدكتور خورخي لوسيه
دكتور في الطب البيطري، ماجستير في العلوم، دكتوراه
مُنسّق منظمة خدمات الطب البيطري العالمية لأمريكا الجنوبية – الاتحاد الدولي للفروسية.
هل يجب تقديم الالكترولايت (الأملاح والمعادن) في منافسات سباقات القدرة؟
الخيل هو نوع من الحيوانات التي تحافظ على درجة حرارة الجسم ثابتة، بغضّ النظر عن البيئة الخارجية. هذه الأنواع من الحيوانات تقوم بتنظيم درجة الحرارة من خلال التخلّص من الحرارة الزائدة عن طريق التنفس بنسبة تتراوح بين 15-20٪، والباقي عن طريق التعرق. والخيل واحد من أكبر الثدييات التي تتخلص من الحرارة بهذه الوسيلة (التعرق)، وذلك بسبب بروتين خاص (لاذرين) يساعد على تقليل التوتر السطحي للماء في التركيزات المنخفضة ولذلك يعمل كعامل مرطب لتسهيل التبريد عن طريق التبخير.
كحقيقة علمية، فإن إجمالي محتوى الماء في جسم الخيول هو حوالي 70٪ من وزنهم الحي.
الالكتروليتات والمعادن المرتبطة بالتعرق في هذا النوع هي الصوديوم والبوتاسيوم والكلور والكالسيوم والماغنيسيوم.
وتكمن أهمية هذه الالكتروليتات في الحفاظ على التوازن بين السوائل داخل وخارج الخلايا، مثل نقل النبضات العصبية لانقباض العضلات والنبض القلبي، بين بعضها البعض.
ـصبح إدارة عملية التعرق لدى الخيل أثناء التدريب والمنافسات لمواجهة التغيرات في درجة الحرارة جانبًا الأهمية للحيوان حيث أن التعرق سيزيد من درجة الحرارة الداخلية التي يجب الحفاظ عليها بشكل منتظم.
ينتج عن إفراط الخيل في التعرق الانخفاض في مستوى الأداء وخلل في التوازن الحمضي القاعدي. حيث يجب على الخيل شرب الماء المتوفر بشكل مستمر، فالترطيب الكافي أمر أساسي لوظائف الكائن الحي، وبالتالي، عندما تتجاوز نسبة السوائل المفقودة في عملية التعرق، يحدث ما يسمى بالجفاف.
إن الخيل لديه سعة احتياطية من المياه وإلى حد ما يقوم الجسم باستعادة السوائل التي فقدت عن طريق عملية امتصاص السوائل من الجهاز الهضمي (الأمعاء الغليظة) (حوالي 60 لترًا).
يجب على الخيل في المنافسات أن يشرب الماء باستمرار، مما يساعد أيضًا في التحكم في درجة حرارته الداخلية عن طريق تبريده في منطقة الحدث المناسبة ونقاط التبريد خلال الفعالية. وإذا لم يحدث ذلك، قد يصاب الخيل بضربة شمسية أو صدمة حرارية، وهي واحدة من أخطر حالات ارتفاع درجة الحرارة. ويحدث هذا بسبب فشل في تنظيم درجة حرارة الخيل (درجة الحرارة الداخلية) بسبب درجات الحرارة المرتفعة أو التمرين البدني المفرط. تؤدي جميع اضطرابات الماء وتوازن الحموضة والالكتروليتات المرتبطة بنفاد احتياطيات الطاقة والظروف البيئية القاسية وارتفاع درجة الحرارة إلى مجموعة من الأعراض المعروفة باسم متلازمة الخيل المنهك.
يمكن ملاحظة علامات سريرية متنوعة في العينة اعتمادًا على حالتها، مثل الجفاف؛ فقد الرغبة في العطش وتغيرات غير منتظمة في معدلات نبضات القلب والتنفس وارتفاع درجة حرارة الجسم والتشنجات العضلية واهتزاز الحجاب الحاجز، ويمكن أن تؤدي إلى حالات أكثر تقدمًا مثل: المغص، والتهاب الحافر وقد يترتب عليه عواقب أكثر سوءاً.
في كثير من الأحيان، أُسأل ما إذا كان ينبغي تناول الالكتروليتات عن طريق الفم في المنافسات. الجواب هو نعم، ولكن يخضع إعطاؤها وكميتها لمعايير طبيب متخصص في طب الخيول، مع الأخذ في الاعتبار للعوامل التالية: زمن الحدث، ودرجة الحرارة، والرطوبة.
واحدة من أسوأ العادات بين المنافسين هي تقديم الالكتروليتات فقط من خلال الخبرة الشخصية أو التلقين الذاتي، دون استشارة طبيب بيطري وإذا كان الخيل يعاني من الجفاف، ولم يشرب الكمية الكافية من الماء أثناء فترات الراحة بين مراحل السباق، أو تم إعطاء كمية أكبر من الالكتروليتات، سيحدث تأثير غير مرغوب فيه، وهو وضع محلول فائق التركيز داخل تجويف الجهاز الهضمي، لأن التدرج الأسموزي قد يضاعف اختلال التوازن الالكتروليتي ويتسبب في احتجاز السوائل من الدم، مما سيجذب الماء إلى الأمعاء. هذا سيؤدي إلى الجفاف بشكل أسرع وقد يؤدي في النهاية إلى الإقصاء من المنافسة، ربما بقرار من لجنة طبية بيطرية بأنه “لا يستوفي المعايير بسبب أسباب أيضية”، وإحالته للتقييم والعلاج المحتمل في منطقة العلاج البيطري.
رسالة: يرجى استخدام الالكتروليتات بأي من أشكالها بشكل استراتيجي وبمشورة خبير في طب الخيول. ويجب تقديمها دائمًا مع ماء نظيف وطازج.
تاريخ النشر : 1/5/2025